يُقال دائماً: هل العدو إسرائيل أم
إيران..؟
طرح السؤال بهذه الطريقة.. لا يعبر عن سذاجة، بل عن
لغة مخاتلة، وأحياناً خبيثة وغير بريئة. هل يمكن أن تسأل إنساناً: أيهما أهم لك..
عينك اليسرى أم عينك اليمنى..؟
هناك مشروعا هيمنة واستغلال يستهدفان
المنطقة العربية، وكلاهما توسعي، عنصري.. وإقصائي: المشروع الصهيوني الإسرائيلي،
والمشروع الإيراني الصفوي. كلا المشروعين يستندان إلى بعد تاريخي: (الحق المزعوم
لليهود في فلسطين أرض الميعاد، وأحلام الهيمنة الإيرانية، واستعادة أمجاد
الإمبراطورية الفارسية، التي أسقطها العرب المسلمون). كلاهما أيضاً.. يتحرك بوحي من
(أيدولوجية)، وكلا الأيدولوجيتين تمتلئان بزخم هائل من الأحقاد والكراهية والثارات،
وشعور (شوفيني) بالفوقية، وتستخدمان (خطاباً) تعبوياً متشابهاً، يتكئ على
(المظلومية): المحرقة.. (الهولوكوست) عند اليهود، واستشهاد الحسين (رضي الله عنه)،
عند الصفويين
الإيرانيين.
=======================================
المشروع الصهيوني
استيطاني ذو بعد حضاري، خطير.. وبعيد المدى، والمشروع الصفوي الإيراني طائفي
تفتيتي، وخطير كذلك. المشروع الإيراني ناجز، وأكثر تهديداً للأمن القومي العربي،
والأمن الوطني السعودي على وجه الخصوص. لذلك.. ليس غريباً، بل يجب أن يفزع
السعوديين بمختلف توجهاتهم، من مشروع (باطني) منحرف كهذا. كما يجب أن يكون من
أولويات السياسة الخارجية السعودية، والفكر الإستراتيجي السعودي، المتعلق بأمنها
القومي.. إضعاف إيران، وتقليم أظافرها، وقطع (أذرعتها).. وحصارها، عبر القنوات
الدبلوماسية، والاقتصادية، والثقافية، وليس بالتورط بأجندات أمريكية أو
صهيونية.
==================================
إيران تتمدد حيث ينكمش
الوجود السعودي..أو يغيب. بل إن سياستها الخارجية قائمة على حصار المملكة وتطويقها،
واختراق مناطق نفوذها الثقافي والاقتصادي. إضعاف إيران ولجمها، لا يقل أهمية عن لجم
إسرائيل. إنه ليس مصلحة سعودية فقط، بل ضرورة قومية، وحماية للنظام العربي (المسلم)
من التشظي والانهيار. إضعاف إيران يحقق مكاسب إستراتيجية هائلة للأمة. فهو يعني
استعادة العراق العربي من الهيمنة الفارسية الصفوية، وإنقاذ لبنان من حالة الفوضى
واللادولة، التي وضعه فيها المخلب الإيراني.. (حزب الله). كما أن إضعاف إيران سوف
يعيد سوريا إلى محيطها العربي، ويغلق كل (الجيوب) الطائفية المتطرفة، التي فتحتها
إيران، من غرب إفريقية، إلى شرق المتوسط.. وجنوب الجزيرة
العربية
============================
الأسطول التركي صار في المنطقة.
ليس حقيقة فقط، بل حضوراً مؤثراً، لا يمكن لأحد أن يتجاهله. أصوات التهويل
والتشويش، ارتفعت حول الدور التركي، لكنها أشبه بصراخ أطفال، للتعكير على هدير
قاطرة جبارة. هناك طرفان في المنطقة.. وطرف ثالث (خارجها)، لن يسرهم هذا الحضور
القوي للسياسة التركية في العالم العربي.. وفي القضية الفلسطينية تحديداً، وسنرى
(أعمالاً) للتشويش عليها، ومؤامرات للكيد لها.