هل يجوز للخطيب يوم الجمعة أن يرفع يديه على المنبر للدعاء حال الخطبة فقد أخبرنا أنها بدعة؟

هل يجوز للخطيب يوم الجمعة أن يرفع يديه على المنبر للدعاء حال الخطبة فقد أخبرنا أنها بدعة؟

اختلف الفقهاء في حكم رفع اليدين أثناء الدعاء في خطبة الجمعة على قولين، الأول : أنه مكروه في غير دعاء الاستسقاء ، و السنة الإشارة بالإصبع . وبه قال أكثر الحنابلة وهو اختيار ابن تيمية قال : " ويكره للإمام رفع يديه حال الدعاء في الخطبة ، وهو أصح الوجهين لأصحابنا " وهو منسوب إلى أكثر المالكية ، والشافعية. الثاني: أنه مباح مطلقا في الخطبة و في غيرها، و به قال بعض المالكية و الحنابلة . و استدل أصحاب القول الأول على الكراهة في غير دعاء الاستسقاء ومشروعية الإشارة بالإصبع بما يلي : 1- ما روي عن عمارة بن رؤيبة - رضي الله عنه - « أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعا يديه فقال : ( قبح الله هاتين اليدين ، لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يزيد على أن يقول بيده هكذا ، وأشار بإصبعه المسبحة » 2- ما رواه سهل بن سعد - رضي الله عنه - قال : « ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شاهرا يديه قط يدعو على منبره ولا على غيره ، ولكن رأيته يقول هكذا ، وأشار بالسبابة ، وعقد الوسطى والإبهام » قال الشوكاني في نيل الأوطار : " والحديثان المذكوران في الباب يدلان على كراهة رفع الأيدي على المنبر حال الدعاء . . . " ، وقال ابن القيم في زاد المعاد عن الإشارة بالإصبع : " وكان يشير بإصبعه السبابة في خطبته عند ذكر الله تعالى ودعائه "، و إنما قالوا بجوازه في دعاء الاستسقاء لما رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : « أصابت الناس سنة على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب في يوم الجمعة قام أعرابي فقال : يا رسول الله ، هلك المال وجاع العيال ، فادع الله لنا ، فرفع يديه ، وما نرى في السماء قزعة ، فوالذي نفسي بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال ، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطر يتحادر على لحيته - صلى الله عليه وسلم - ، فمطرنا يومنا ذلك ، ومن الغد ، وبعد الغد ، والذي يليه حتى الجمعة الأخرى ، وقام ذلك الأعرابي ، أو قال : غيره ، فقال : يا رسول الله ، تهدم البناء ، وغرق المال ، فادع الله لنا ، فرفع يده فقال : اللهم حوالينا ولا علينا ، فما يشير بيده في ناحية من السحاب إلا انفرجت وصارت المدينة مثل الجوبة ، وسال الوادي قناة شهرا ، ولم يجئ أحد من ناحية إلا حدث بالجود » وهذا واضح الدلالة على الجواز . أما المجوزين لرفع الأيدي في الدعاء أثناء الخطبة فقد استدلوا بحديث أنس المروي آنفا و قالوا إن الحجة هي في فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لا في قول عمارة - رضي الله عنه - وقد حملوه على العموم في الاستسقاء وغيره فقالوا بالجواز مطلقا.

تسلم ايدك وننتظر المزيد

» ذكر رفع عيسى عليه السلام إلى السماء في حفظ الرب الجمعة