متمايلة كأنها طائر بطريق يخطو ببطء، على شاطئ بحر متلاطم الأمواج! باختصار هي تلك الحامل برقم عشرة! وكأنها مصنع! آه لو تعلمين عزيزتي الآلة أني سأكتب بك مقالا لرفعت في شكوى لأني تدخلت في خصوصياتك، ولذا كلي أمل أن تسامحيني وتغضي الطرف!
عزيزتي الآلة البشرية عربية الصنع والمنشأ والأصل والإنتاج المحلي. الذي لا يقدر أن يصنع إبرة خياطة أو عود ثقاب، عجزت عن فك لغزك ولم أجد إلا صفحة نقاشات لأكتب عنك؟! أنت أنموذج لمئات من النساء اللائي لا يهمهن من الحياة إلا كم أنجبت من الذكور، بغض الطرف عن صلاحه أو طلاحه!
ها هو الطبيب يبشرك بالأنثى العاشرة! ماذا ستفعلين؟!هل تكررين فعلتك؟! حتى لو نصحك الطبيب أن مصنعك أصبح غير قادر على الحمولة والتكرار؟! كأن كلامي لم يعجبك؟! ما زلت تمشين متمايلة كل عام تخشين أن تفسد استقرار أسرتك امرأة أخرى! سألتك هل أنت متأكدة أن زوجك رب البيت وذروة سنامه مصدر نعمة واستقرار؟! وأنت تشكين منه صباح مساء! وآخر عهدك بابتسامته يوم طلب يدك؟! ثم لجم فكيه بلحام حديدي فيما بعد؟! عندما طلبوا منك صورة من بطاقة العائلة لماذا خجلت من إظهارها؟! هل عقلك الباطني يقر أن هناك خللا ما ؟! من أدخل في رأسك أن البنات عار وأن الولد عزوة وفخر؟ المشكلة أنك متعلمة ومربية أجيال؟! كيف يكون الحال مع الجاهلة والتي لا تفهم من هذه الدنيا إلا إرضاء زوج عاق متسلط مجرد دخوله المنزل يلحم فكيه بحديد الغضب ونواجذه خارج المنزل مفتوحة للهواء والشمس والقمر والنجوم والشجر والغبار؟! في المنزل يضطر فكهما عند الأكل فقط. تسترقين نظرة عابرة لتشاهدي أضراسه الخلفية تطحن الطعام وعيونه محدقة بالمائدة يبحث عن النقص والشيء غير الموجود يقول أين هو؟ دورك فقط مراقبة تعابيره؟! بالتأكيد احترام الطعام واجب والهدوء والسكون واجب أنت لا تسمعين الآن إلا طقطقة أضراسه وصوت الملاعق والصحون! والويل لإحدى بناتك أن تبتسم أو تلقي نكتة عابرة الصمت مكتوب على أسرتك بحضرة الطعام وبعد الطعام! أنت آلة ومصنع وخدمة لا تستحقين حتى نظرة فالابتسامة وكما تقولين نسيت قسماتها على وجه زوجك العزيز!
حزنت عليك جدا وأنت تمسكين مقبض المصعد بيديك تصعدينه بكل ثقل ووهن، أخبرتك هل أنت على وشك ولادة؟! أجبت بالنفي؟! والغريب أنك تتمتعين بإجازة وضع مرتين في السنة؟! كل هذا من أجل أن يكون القادم ذكرا؟! اقتحمت خصوصياتك وكنت متطفلة في سؤالي المحرج قلت لك لو فرضنا جدلا أن القادم ولد ذكر معاق أو فاشل فيما بعد ولن يفلح بأي شيء كيف هي ردة فعلك؟! تقولين أخشى أن يتزوج بأخرى إذا لم أنجب له ولد؟! فليتزوج! "لاتجعلي الرجل محورك وفلك حياتك الأول والأخير" ستتعبين ولن يرضى! الرجل طفل كبير كلما بسطت له لعبة سيفرح بها قليلا ثم يلقيها أرضا، وبما أن زوجك توفرت فيه جميع الشروط المذكورة عربي المنشأ والصنع مؤكد أنه سيتزوج عليك، إذا لم تقدري وتجلي نفسك وترحميها. وفري صحتك وعافيتك. عيشي حياتك ودعيه يتزوج؟! عزيزتي الآلة لا تفعلي مثل حارس مدرستي الذي جمع المثنى والثلاث من النسوة وما خفي أعظم! ولا يستطيع أن يؤمن قوت يومهم فلجأ لإحدى نسائه وأمرها بمرافقته ليس حبا وكرامة بل لأنها أضعف نسائه شخصية وسلبية! تبجل كل كلمة يتفوه بها حتى لو سبها! تقول عن زوجها المستخدم لا يحسب لجنس الإناث أي حساب! يحتقر المرأة وينظر لها نظرة دونية! رغم أنه دون في كل شيء! يهددها إن لم تعمل معه بالطلاق! استغل وحدتها ويتمها ولجأ لاستفزازها واستغلالها يعيرها بعقمها ويردد على مسامعها "شجرة بلا ثمرة قطعها حلال" استكثر عليها أن تجلس بالبيت تواسي نفسها وتقول "يمكن ييجوا أولاده بارين بي ويحبوني أحسن منه" وأنت تقولين "يمكن ييجي ولد ينقذني ويحسن أوضاعي يعزز مكانتي" مع أن المكتوب من عنوانه! عجزت في أمر المرأة هي ضد نفسها في كل شيء ولو سألوني من هي عدوة المرأة سأجيب بكل ثقة عمياء وقد أحكمت رباط عصابة جدتي على عيني.. حتى لو كنت في حلمي العاشر وأقول المرأة عدوة نفسها! فلا تتشكي قسوة وظلم الرجل وقد وجد قطعة قماش، ملقاة على قارعة الطريق ركلها بقدمه! والأهم اكتشافي المهول، أنا الأنثى وعجزي التام، من فك لغز المرأة، لأنها أس المشكلة!
عطاف المالكي - الطائف