إنّ ادخال السعادة ليس بالضرورة في مال نعطيه ..
بل هو في غالب الاحيان ..بسمة صادقة و كلمة طيبة ..
فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال : جاء رجل إلى
رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال : يا رسول الله أيُّ الناس أحب إلى الله تعالى ؟ وأيُّ الأعمال
أحبُّ إلى الله تعالى ؟
فقال حبيب الله و خير خلق الله محمد عليه أفضل الصلاة..
و أزكى التسليم..:
(( أحبُّ الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس ، وأحبُّ
الأعمال إلى الله تعالى سرورٌ تُدخله على مسلم ، تكشف
عنه كربة ، أو تقضي عنه ديناً ،أو تطرد عنه جوعاً ، أو
ولأن أمشي في حاجة أخٍ لي أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد
شهراً..ومن مشى في حاجة أخيه حتى يثبِّتها له ثبَّت الله قدميه
يوم تزلَّ الأقدام ))
أخي الكريم ..أختي الكريمة..
هل جربت يوما أن تمد يد العون لأخيك المسلم
أو تغيث ملهوفا أو تخفف عنه وتدخل السرور إلى قلبه ؟!
ما أمتعها وما ألذ سعادتها ..
تلك الأعمال ...
وما أعظم أجرها يوم القيامة ..
سعادة تمنح لك من الرحمن لأنها تفرح الرحمن..
ما أروع هذا الدين وما أرقاه حينما يلفت الانسان إلى إنسان
آخر يصعد بمعونته أرقى الدرجات..
وما أجمل تلك اللحظات التي يستشعرها المسلم حينما يقدم
المعونة لأخيه ويقف بجانب الضعيف...
وما أعذب ذلك الاحساس الذي يتساقط بروعة الدفء عندما
يرسم ابتسامة على طفل يتيم أو أم جائعة...
أو رجل مسن تدمع عيناه فرحا بمعونتك له أو لعجزه
عن شكرك أو مجازاتك ..
إحساس مفعم بالسعادة التي مُنحت لموقف جبار لا يستطيع
أي مؤلف أن ينثر إبداعه في سطور الكلام
ويعجز النقاد والشعراء والكتاب أن يصفوه وصفا يليق
بمحتواه ويُجمل تفاصيله ويُفسر بواعثه .
أيُّ عاطفة نتوقعها بهذا الجمال وأي شعور ننتظره في
لحظات تستثير مشاعر وأحاسيس صادقة
وأيُّ سعادة كهذه تعبر عنها أقلام
وأي مبدع يخلق في خلقه روعة الشعور بهذا الاحساس غير الله
سبحانه وجل شأنه..
ليكن شعارنا ..
الكلمة الطيبة صدقة
نجعلها وسيلتنا لادخال السرور على قلب عبادها و قلوبنا ..
فما أعظمها من سعادة تلك التي تملؤنا حين نحس اننا رسمنا البسمة ..و لو لحظات ..
على قلوب عباد الرحمان ..
فاللهم اجعلنا وسائلك للإصلاح ..
واجعلنا ممن يدخلون الفرحة على قلوب المكروبين ..
و اجعلنا في خدمة خلقك .. واسعدنا بإسعادهم حبا فيك ..