يُعرَّف الإسلام لُغوياً بأنه الانقياد التام لأمر الآمر و نهيه بلا اعتراض
؟
و أما معناه حسب المُصطلح الديني ، فهو الدين الذي جاء به النبي محمد
المصطفى ( صلَّى الله عليه و آله ) و الشريعة التي ختم الله تعالى بها
الرسالات السماوية ، و الإسلام هو الدين الخاتم الذي لا يقبل الله من أحد
التديُّن بغيره ، و هذا المعنى صريح قول الله تعالى : ﴿ إِنَّ الدِّينَ
عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ
إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن
يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ ﴾ [1] ، و
قوله عزَّ و جلَّ : ﴿ وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن
يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [2] .
ثم إن
من أقرّ بلسانه بشهادة أن " لا إله إلا الله " و شهادة أن " محمدا رسول
الله " عُدّ مسلما ، فيجوز مناكحته و يحق له الميراث و يحقن دمه و تحترم
أمواله و يكون له ما لسائر المسلمين من الحقوق المتبادلة ما لم ينكر شيئا
من ضروريات الدين الإسلامي كالصلاة و الصيام و الحج مثلا .
هذا و يعتبر
الدين الإسلامي المنهج القويم و النهج الإلهي الأكمل من بين الأديان و
الشرائع السماوية ، و هو المخطط الذي رسمه الله تعالى لسلوك الإنسان الفكري
و العملي ، و هو الكفيل بإسعاد الإنسان إذا ما مشى على نهجه و سلك سبيله .
و
تمتاز الشريعة الإسلامية عن غيرها بالواقعية في مواجهة الحياة في مجال
القضايا الاجتماعية و الفردية ، و بالحفاظ على سمة الاعتدال بين المادية
المحضة و المعنوية الخالصة كما عليها كثير من المناهج الفكرية و الإعتقادية
الراهنة .
فالإسلام جعل من الحياة الاجتماعية المادية محضَنَاً تنمو و
تينع و تزدهر فيه الجوانب المعنوية للإنسان ، و أراد من الإنسان المسلم أن
يمارس الحياة مع الناس دون الانقطاع عن الله تعالى .
هذا و تقوم الشريعة
الإسلامية على أساس الفطرة الإنسانية و المساواة بين مختلف أفراد المجتمع
الإسلامي فلا تُفرِّق بين الضعيف و القوي و الغني و الفقير و الشريف و
الوضيع منهم ، كما لا تُفرق بين الأمم و الشعوب المختلفة إلا من باب طاعتها
لله تعالى و التزامها بالتقوى ، فهي تعتبر التقوى ملاكا لتقييم عمل
الإنسان و التزامه بتعاليم السماء .