Mr.one عضو برونزي
الهواية : المهنة : المزاج : دولتك : عدد مساهماتك : 90 تاريخ ميلادك : 04/04/1985 تاريخ تسجيلك : 28/06/2011 سنك : 39
| موضوع: أين المسلمون اليوم ؟ ! ! ! 2011-06-29, 2:00 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أين المسلمون اليوم من كتاب ربهم وسنة نبيهم ؟ ؟ ؟ ! ! ! الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، وبعد: عن ثوبان _ رضي الله عنه _ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة الى قصعتها 0 فقال قائل : ومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله 0 قال : بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السّيل ، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم ، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن 0 فقال قائل : يا رسول الله وما الوهن ؟ قال :" حب الدنيا وكراهية الموت " رواه ابو داود لم يكن هذا الحديث النبوي الشريف ولا العشرات بل المئات من الاحاديث النبوية الشريفة غيره لتؤثّر في أمة الاسلام آخر الزمان ، لأن القرآن الكريم الذي هو كلام الله تعالى المتعبَّد بتلاوته لم يكن ليؤثّر فيها ، والله تعالى يقول : ﴿ وقال الرسول يا رب ان قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورا ﴾ الفرقان 30 _ فواأسفاه ثم واأسفاه _ على أمة الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم في هذه السنوات الخدّاعات آخر الزمان ، وقد هجرت قرآن ربها حتى عاد الاسلام غريبا فيها كما بدأ وارتدّت على أدبارها من بعد ما تبيّن لها الهدى ، اذ الشيطان سوّل لها وأملى لها وزيّن لها الحياة الدنيا فغرّتها وغرّها بالله الغرور ، وقد نسيَت ربها فنسيَها وأنساها نفسها ، وتناست أن وعد الله حق وأن الساعة آتية لاريب فيها وان الله يبعث من في القبور0 وبينما هي- الا من رحم الله - في لعب ولهو وزينة وتفاخر بينهم وتكاثر في الأموال والأولاد اذا بها تسقط في جاهليّة أدهى وأمرّ من الجاهليّة الأولى ، فيا لها من مصيبة ! وما أعظمها من مصيبة ! وانّا لله وانّا اليه راجعون0 ولكن كيف هجر المسلمون آخر الزمان قرآن ربهم ؟! فذلك أن الله تعالى أمرهم فيه أن يتلوه حق تلاوته اذ يقول فيه عزّ من قائل : ﴿ الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ومن يكفر به فأولئك هم الخاسرون ﴾ البقرة 121فمنهم من لا يتلوه البتة ومنهم من يتلوه وهو لا يدري ما يقول ، ومنهم من يُحسّن الصوت به دون أن يجاوز القرآن حنجرته ولا يخشع لتلاوته ، ومنهم من يحفظه عن ظهر قلب وهو واقع في حدوده وأحكامه 0 وكذلك فان الله تعالى أخبرهم فيه أنه كتاب مبارك ليدبّروا آياته اذ يقول فيه ﴿ كتاب أنزلناه اليك مبارك ليدبّروا آياته وليتذكّر اولوا الألباب ﴾ ص29فالذين يتلونه منهم - الا ما رحم ربي - لم يدبّروا آياته ، فتمّت كلمة الله فيهم صِدقا وعدلا لا مبدّل لكلماته اذ يقول عزّ من قائل : ﴿ أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها ﴾ محمد 24 ويقول : ﴿ انا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وان تدعهم الى الهدى فلن يهتدوا اذا أبدا﴾ الكهف 57 وأيضا فان الله تعالى أمرهم فيه أن يأخذوا ما آتاهم الرسول وينتهوا عما نهاهم عنه اذ يقول فيه عزّ من قائل : ﴿ وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب﴾ الحشر 7 ويقول :﴿وان تطيعوه تهتدوا ﴾ النور 54 ويقول : ﴿ من يطع الرسول فقد أطاع الله ﴾ النساء80 ويقول : ﴿ واتّبعوه لعلكم تهتدون ﴾ الأعراف158ويقول : ﴿ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ﴾ النور63 ويقول : ﴿ قل ان كنتم تحبون الله فاتّبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ﴾ آل عمران 31 فها هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يأخذ بمنكبيّ عبد الله بن عمر _ رضي الله عنهما_ قائلا له وللأمة جمعاء : ( كن في ا لدنيا كأنك غريب، أو عابر سبيل ) رواه البخاري وهاهو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ينام على الحصير ، فيقوم وقد أثّر في جنبه ، فيقولون له : يا رسول الله لو اتّخذنا لك وطاء! فيقول لهم ولأمته الى يوم الدين مالي وللدنيا ؟ ما أنا في الدنيا الا كراكب استظلّ تحت شجرة ثم راح وتركها) رواه الترمذي0 وها هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يخاطب أمته قائلا : ( ما الدنيا في الآخرة الا مثل ما يجعل أحدكم اصبعه في اليم ، فلينظر بمَ يرجع ؟ ) رواه مسلم وها هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يخاطب أمته محذّرا : ( أبشروا وأمّلوا ما يسرّكم ، فوالله ما الفقر أخشى عليكم ، ولكني أخشى أن تُبسط الدنيا عليكم كما بُسطت على من كان قبلكم ، فتنافسوها كما تنافسوها ، فتهلككم كما أهلكتهم ) متفق عليه وها هو يحذّرها من الدنيا بقوله : ( ان الدنيا حلوة خضرة وان الله تعالى مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء ) رواه مسلم 0 ويحذرها من فتنة المال بقوله ان لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال ) رواه الترمذي وهاهو يعظ أمته بقوله : ( لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء ) رواه الترمذي ويخبرها عن الدنيا وهوالصادق المصدوق اذ يقول : ( الا ان الدنيا ملعونة ، ملعون ما فيها ، الا ذكر الله تعالى ، وما والاه ، وعالما ومتعلّما ) رواه الترمذي ويجيب الرجل الذي سأله أن يدلّه على عمل اذا عمله أحبه الله وأحبه الناس ويجيبنا جميعا بقوله : (ازهد في الدنيا يحبك الله ، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس) رواه ابن ماجه وها هو يوجّه أمته معلّما ايّاها بقوله : ( اللهم لا عيش الا عيش الآخرة ) متفق عليه وبقوله أيضا : ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) رواه مسلم ثم هو يوجّه أمته قائلا : كل أمتي يدخلون الجنة الا من أبى ، قيل : ومن يأبى يا رسول الله ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ، ومن عصاني فقد أبى ) رواه البخاري ويقسم بالذي نفسه بيده قائلا لأمته : ( والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحَبّ اليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) رواه البخاري أجل .. ها هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وها هو هديه القويم ، وها هي أمته آخر الزمان قد تركت هدي نبيها العدنان، وتّبعت سبيل الشيطان، فها هم المسلمون هذه الأيام يؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى لو كانوا يعلمون ، ويبتغون عرَض الدنيا والله يريد الآخرة ويبيعون دينهم بعرَض من الدنيا حتى باعوا دينهم بدنيا غيرهم ، وتراهم فوق ذلك يجادلون بالباطل ليدحضوا به الحق متّخذين آيات الله وما أنذِروا هزُوا، ضاربين بهدي نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم عرض الحائط ، الا من رحم ربك ، فكيف يتّق هؤلاء ربهم ان لم يكونوا مؤمنين ؟! ﴿ واتقوا الله ان كنتم مؤمنين ﴾ المائدة 57 هذا وقد بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته جملة ما يطلبه الله تعالى منهم في القرآن ، اذ يقول الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم : ( ان الله فرض فرائض فلا تضيّعوها وحدّ حدودا فلا تعتدوها وحرّم أشياء فلا تنتهكوها وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها ) رواه الدارقطني والحاكم فاذا بأمته آخر الزمان قد ضيّعت فرائض ربها وتعدّت حدوده ، وقد انتهكت محارمه جملة وتفصيلا 0 ذلك فضلا عن قول الله تعالى واصفا قرآنه في محكم التّنزيل :﴿ ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ﴾ الاسراء 9 فاذا بالأمة آخر الزمان لم تهتدي به ولم تُقوِّم نفسها على أساسه0 ( عن عمر بن الخطاب _ رضي الله عنه _ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ان الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين ) رواه مسلم وفي الحديث الذي رواه الأشعري _ رضي الله عنه _ عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( والقرآن حُجّة لك أو عليك ) رواه مسلم( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يخرج في آخر الزمان قوم يقرؤون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السّهم من الرميّة ) رواه مسلم أمّا لماذا هجر المسلمون آخر الزمان قرآن ربهم ؟! فهاكم البيان : فقد سبقت آية هجر القرآن الآنفة الذكر وهي الآية الثلاثون من سورة الفرقان الآيات التالية : ﴿ ويوم يَعَضُّ الظالم على يدَيه يقول يا ليتني اتّخذتُ مع الرسول سبيلا ¤يا ويلَتى ليتَني لم اتّخذ فُلاناخليلا ¤لقد أضلّني عن الذِّكر بعد اذ جاءني وكان الشيطان للانسان خَذولا ﴾ الفرقان 27_29 ثم قال الله تعالى في آية هجر القرآن :﴿ وقال الرسول يا رب ان قومي اتّخذوا هذا القرآن مهجورا ﴾ الفرقان30فأيّ فلان هذا من الناس الذي اتّخذته الأمة آخر الزمان خليلا لها في الحياة الدنيا حتى أضلّها عن سبيل نبيها وعن ذكر ربها وعن الصراط المستقيم وقادها حتما الى هجر القرآن الكريم ؟!لا ريب انه من شياطين الانس في الارض ، الذين اتّخذوا من شياطين الجنّ أولياء من دون الله يوحي بعضهم الى بعض زخرُف القول غرورا ، وهم يصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنهم مهتدون ، وهم اخوانهم يمدّونهم في الغيّ ثم لا يُقْصِرون 0 فمَن غير اليهود والنصارى ؟! وهم الذين حذّر الله منهم نبيه الكريم وأمته من بعده الى يوم الدين أيّما تحذير في آيات محكمات من كتابه العزيز منها: ﴿ ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتّبع ملتهم قل ان هدى الله هو الهدى ولئن اتّبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من وليّ ولا نصير ﴾ البقرة120﴿ ولئن أتيتَ الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبِعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتّبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم انك اذا لمن الظالمين﴾ البقرة145﴿ ودّ كثير من اهل الكتاب لو يَردّونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبيّن لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتيَ الله بأمره ان الله على كل شيء قدير ﴾ البقرة 109﴿ ما يَودّ الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن يُنزَّل عليكم من خير من ربكم والله يَختصّ برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم ﴾ البقرة 105﴿ وَدّت طائفة من أهل الكتاب لو يُضلّونكم وما يُضلّون الا أنفسهم وما يشعرون﴾ آل عمران 69 ﴿ ان الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا ¤أولئك هم الكافرون حقا واعتدنا للكافرين عذابا مهينا ﴾ النساء 150 ،151﴿ ان شرّ الدّواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون ¤الذين عاهدتَ منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون ¤فامّا تثْقفنّهم في الحرب فشرّد بهم مَن خلفهم لعلهم يذَّكَّرون ﴾ الأنفال55_57﴿ قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولاباليوم الآخر ولا يحرّمون ما حرّم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يُعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ﴾ التوبة29 ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتّخذوا بِطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودّوا ما عنِتّم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تُخفي صدورهم أكبر قد بيّنا لكم الآيات ان كنتم تعقلون ¤ها أنتم أولاء تحبّونهم ولا يحبّونكم وتؤمنون بالكتاب كله واذا لقوكم قالوا آمناواذا خلَوا عَضُّوا عليكم الأنامل من الغَيظ قل موتوا بغَيظكم ان الله عليم بذات الصدور¤ ان تمسسكم حسنة تسؤهم وان تصبكم سيّئة يفرحوا بها وان تصبروا وتتقوا لا يضرّكم كيدهم شيئا ان الله بما يعملون محيط﴾ آل عمران 18 - 120 ﴿ ولا تتّبع أهواءهم عمّا جاءك من الحق ﴾ المائدة48﴿ ولا تتبّع أهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك ¦ المائدة 49 ﴿ يا أيها الذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولّهم منكم فانه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين ﴾ المائدة51 ) يا أيها الذين آمنوا لا تتّخذوا الذين اتّخذوا دينكم هُزُوا ولعِبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار اولياء واتّقوا الله ان كنتم مؤمنين ( وها هو الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يخبر عن أمته في آخر الزمان ما هو حاصل الآن ، ( فعن أبي سعيد الخدري _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لتتّبعن سنن من كان قبلكم شبرا شبرا وذراعا ذراعا ، حتى لو دخلوا جُحر ضبّ تبعتموهم 0 قلنا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى 0 قال : فمَن ) _ أي فمَن غيرهم _ رواه الشيخان صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : فمَن غيرهم ؟!!!فكأني والله بهم ابليس الملعون الوسواس الخنّاس الذي يوسوس في صدور الناس ليخرجهم مما هم فيه من الحق والهدى الى الباطل والضلال ، كما وسوس لآدم وحواء من قبل فأخرجهما مما كانا فيه 0 فاسمعوا قول الله أيها المسلمون وعُوه اذ يقول : ﴿ فقلنايا آدم ان هذا عدوّ لك ولزوجك فلا يخرجنّكما من الجنة فتشقى ¤ان لك الا تجوع فيها ولا تعرى ¤وانك لا تظمأ فيها ولا تضحى ¤فوسوس اليه الشيطان قال يا آدم هل أدلّك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ¤فأكلا منها فبدَت لهما سوءاتهما وطفِقا يخصِفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدمُ ربَّه فغَوى ¤ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهَدى ﴾ طه 117-122_ ولله المثل الأعلى _ فماذا يملك ابليس غير الدنيا ليضل الخلق بها عن صراط الله العزيز الحميد ، وهؤلاء النصارى واليهود لمّا دالت لهم الدنيا مصداقا لقول الله العليّ القدير : ﴿ وتلك الأيّام نُداولها بين الناس﴾ آل عمران140 لم يجدوا الا جناح ا لبعوضة هذه أي الدنيا ليضلوا بها أمة القرآن والنبي العدنان في آخر الزمان 0 ﴿ يا بني آدم لا يفتننّكم الشيطان كما أخرج أبوَيكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريَهما سوءاتهما انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترَونهم انا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ﴾ الأعراف27فكانت هذه واحدة من سنن اليهود والنصارى التي اتّبعتها الأمة آخر الزمان ، بل هي رأس هذه السّنن وأعظمها مصيبة وبلاء وأشدّها مكرا ودهاء مثل رأس الأفعى تماما ، ألا وهي (حب الدنيا وكراهية الموت ) وبمعنى آخر هي الحرص على حياة _ أي على أيّ حياة -﴿ بلى من كسب سيّئة وأحاطت به خطيئته﴾ البقرة81وقد وصف الله تعالى واقع هذه السّنة لدى اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار والمشركين ، وقرّر حقيقتها لديهم في قرآنه الكريم ، اذ يقول عزّ من قائل : ﴿ قل ان كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنَّوا الموت ان كنتم صادقين ¤ولن يتمنَّوه أبدا بما قدّمت أيديهم والله عليم بالظالمين ¤ولتجدنّهم أحرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يودّ أحدهم لو يُعمَّر ألف سنة وما هو بمُزحزِحه من العذاب أن يُعمَّر والله بصير بما يعملون﴾ البقرة94_96﴿ لا يقاتلونكم جميعا الا في قرى محصّنة أو من وراء جدُر بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون﴾ الحشر 14 ( عن عبد الله بن عمرو _ رضي الله عنهما _ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليأتينّ على الناس زمان قلوبهم قلوب الأعاجم 0 قيل وما قلوب الأعاجم ؟ قال : حب الدنيا ، ألسنتهم ألسنة العرب ما أتاهم الله من رزق جعلوه في الحيوان ، يرون الجهاد ضرارا والصّدقة مغرما ) رواه أبو يعلى( عن ابي هريرة _ رضي الله عنه _ قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : انه سيصيب أمتي داء الأمم0 قالوا يا رسول الله وما داء الأمم ؟ قال : الأشر والبطر والتكاثر والتنافس في الدنيا والتباغض والتحاسد حتى يكون البغي ثم يكون الهرج ) رواه ابن ابي الدنيا ( عن أبي برزة _ رضي الله عنه _ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ان مما أخشى عليكم شهوات الغيّ في بطونكم ومُضِلاّت الهوى ) رواه الامام أحمد وبعد ، فهذا هو الذي سمّاه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ( الوهن ) في واقع حياة الغالبية العظمى من رجال ونساء وولدان الأمة في آخر الزمان ، وهم المنافقون الضالون من الأمة ، وقد فسّره الرسول صلى الله عليه وسلم بعبارة حب الدنيا وكراهية الموت ) 0 ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لتنقضنّ عُرى الاسلام عروة عروة وكلما انتقضت عروة تشبّث الناس بالتي تليها وأولهنّ نقضا الحكم وآخرهنّ الصلاة) رواه الامام أحمد(عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء ) رواه مسلم ( عن مرداس الأسلمي قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : يذهب الصالحون الأول فالأول ويبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله باله ) رواه البخاري يقال _ حفالة أو حثالة - وفي الصورة المقابلة لهذه العبارة أي ( حب الدنيا وكراهية الموت )عبارة أخرى مناقضة لها تماما هي عبارة ( حب الآخرة والحرص على الموت ) أي الحرص على الموت في سبيل الله وليس على أيّ موت كما هو الحال في الحرص على حياة أي على أيّ حياة ، والتي _ أي هذه العبارة _هي ما يجب أن يكون عليه واقع حياة الامة آخر الزمان على غرار الأمة في أول دينها وبداية عهدها بالاسلام ، عهد النبوّة والرحمة زمن بعثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم عهد الخلفاء الراشدين المهديين من بعده 0وها هو الرسول صلى الله عليه وسلم يعظ أمته الى يوم الدين في الحديث الشريف الذي يرويه ( العرباض ) اذ يقول : ( صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب 0 فقال قائل : يا رسول الله كأنّ هذه موعظة مودّع فماذا تعهد الينا ؟ قال : أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وان عبدا حبشيّا ، فانه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين ، تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ 0 واياكم ومحدثات الأمور ، فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) رواه ابو داود 0 وان من سنّة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين عبارة (حب الآخرة والحرص على الموت ) في واقع حياة المؤمنين المهتدين الى الصراط المستقيم ، بل هي ذروة سنامها وأعلاها قدرا في الدنيا وأجرا ومنزلة عند الله في الآخرة 0 فها هو القرآن الكريم يقرّر حقيقة هذه العبارة والسنّة الغائبة عن أذهان المسلمين آخر الزمان في آيات كثيرة منها: ﴿ ان الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتلون ويُقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والانجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم﴾ التوبة 111﴿ يا أيها الذين آمنوا هل أدلّكم على تجارة تُنجيكم من عذاب أليم ¤تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ¤يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار ومساكن طيّبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم ¤واخرى تحبّونها نصر من الله وفتح قريب وبشّر المؤمنين ﴾ الصف 10_13 0﴿ والذين كفروا بعضهم اولياء بعض الاّ تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ﴾ الأنفال73﴿ ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين﴾ البقرة 251﴿ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهُدّمت صوامع وبيَع وصلوات ومساجد يُذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصُرنّ الله من ينصُره ان الله لقويّ عزيز ﴾ الحج 40﴿ وقاتلوا المشركين كافّة كما يقاتلونكم كافّة واعلموا أن الله مع المتقين﴾ التوبة36﴿فقاتل في سبيل الله لا تُكلّف الا نفسك وحرّض المؤمنين عسى الله أن يكفّ بأس الذين كفروا والله أشدّ بأسا وأشدّ تنكيلا ﴾ النساء84 ﴿ يا أيها النبيّ جاهد الكفار والمنافقين واغلُظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير ﴾ التوبة 73﴿ فاذا لقيتم الذين كفروا فضَرب الرّقاب حتى اذا أثخنتُموهم فشدّوا الوَثاق فامّا منّا بعدُ وامّا فِداء حتى تضَع الحرب أوزارها ذلك ولو يشاء الله لانتصَر منهم ولكن ليبلُوَا بعضكم ببعض والذين قُتلوا في سبيل الله فلن يُضلّ أعمالهم ﴾ محمد 4 ﴿ يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلُونكم من الكفار وليجِدوا فيكم غِلظة واعلموا أن الله مع المتقين ﴾ التوبة 123 وهاهي الأحاديث النبوية الشريفة تؤكّد وتبيّن هذه الحقيقة التي قرّرها القرآن الكريم ، ومن هذه الأحاديث النبوية الشريفة : ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : واعلموا أن الجنة تحت ظلال السّيوف ) متفق عليه ( عن ابن عمر _ رضي الله عنه _ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الخيل معقود في نواصيها الخير الى يوم القيامة ) متفق عليه (عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولا يجتمع على عبد غبار في سبيل الله ودخان جهنم ) رواه الترمذي ( عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفس محمد بيده ، لوددت أني أغزوَ في سبيل الله فأقتَل ثم أغزو فأقتَل ثم أغزو فأقتَل ) رواه مسلم ( عن أنس _ رضي الله عنه _ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لغدوة في سيبل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها ) متفق عليه ( عن أبي هريرة _ رضي الله عنه _ أن رجلا قال : يا رسول الله دلّني على عمل يعدل الجهاد ؟ قال : لا أجده 0 ثم قال : هل تستطيع اذا خرج المجاهد أن تدخل مسجدك فتقوم ولا تفتر ، وتصوم ولا تفطر ؟ فقال : ومن يستطيع ذلك ؟!) رواه البخاري ( عن ابي هريرة _ رضي الله عنه _ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من مات و لم يغزُ ، ولم يحدّث نفسه بغزو مات على شُعبة من النفاق ) رواه مسلم ( عن أبي أمامة _ رضي الله عنه _ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من لم يغزُ ، أو يجهّز غازيا ، أو يخلُف غازيا في أهله بخير ، أصابه الله بقارعة قبل يوم القيامة ) رواه أبو داود ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قُتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قُتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قُتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قُتل دون أهله فهو شهيد ) رواه أبو داود , والترمذي فأيّ الفريقَين أحقّ بالاتّباع أيها المسلمون ؟! الرسول محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون المهديّون أم شذاذ الآفاق اليهود والنصارى الغربيّون !!!وأيّ السنّتَين أحقّ بالاتّباع أيها المسلمون ؟! ( حب الآخرة والحرص على الموت ) أم ( حب الدنيا وكراهية الموت) !!!وربكم العليّ القدير يخاطبكم في قرآنه الكريم اذ يقول عزّ من قائل :﴿ أفمَن يَهدي الى الحق أحقّ أن يُتّبع امَّن لا يهِدِّي الاّ أن يُهدى فما لكم كيف تحكُمون﴾ يونس 35 وها هي ملة أبيكم ابراهيم الذي سمّاكم المسلمين من قبل تخاطبكم في قرآن ربكم اذ يقول عزّ من قائل على لسان خليله ابراهيم : ﴿ وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم يُنزّل به عليكم سُلطانا فأيّ الفريقَين أحقّ بالأمْن ان كنتم تعلمون ¤الذين آمنوا ولم يَلِبسوا ايمانهم بظُلم أولئك لهم الأمْن وهم مهتَدون ﴾ الأنعام 81 ، 82 0 والله ربكم يقول :﴿ فماذا بعد الحق الا الضّلال ﴾ يونس 32فماذا بعد سنّة رسولكم الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وسنّة الخلفاء الراشدين المهديين أيها المسلمون الا سنَن من كان قبلكم أي اليهود و النصارى ؟!!! فما لكم والله أيها المسلمون الا أن تُغيّروا ما بأنفسكم حتى يُغيّر الله واقعكم وحالكم ، اذ يقول عزّ من قائل : ﴿ ان الله لا يُغيّر ما بقوم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم ﴾ الرعد 11 وما لكم والله أيها المسلمون الا أن تستجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يُحييكم اذ يخاطبكم في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد : ﴿ زُيّن للناس حبّ الشّهوات من النّساء والبنين والقَناطير المُقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسوّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المئاب ¤قل أؤنبّئكم بخير من ذلكم للذين اتّقَوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهّرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد ¤الذين يقولون ربنا اننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار ¤الصّابرين والصّادقين والقانتين والمنفقين والمستغفرين بالأسحار ﴾ آل عمران14_17 ﴿ قل ان كان آباؤكم وأبناؤكم واخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشَون كسادها ومساكنُ ترضَونها أحبَّ اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربّصوا حتى يأتيَ الله بأمره والله لا يَهدي القوم الفاسقين ﴾ التوبة 24 ﴿ قل لن ينفعَكم الفِرار ان فرَرتم من الموت أو القتل واذا لا تُمتّعون الا قليلا ¤قل من ذا الذي يعصِمُكم من الله ان اراد بكم سُوءا أو أراد بكم رحمة ولا يجدون لهم من دون الله وليّا ولا نصيرا ﴾ الأحزاب 16، 17﴿ اعلموا أنما الحياة الدنيا لعِب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثَل غيْث أعجَب الكفار نباته ثم يَهيج فتَراه مُصفرّا ثم يكون حُطاما وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا الا متاع الغُرور ﴾ الحديد 20﴿ فاذا جاءت الطامّة الكبرى ¤يوم يَتذكّر الانسان ما سَعى ¤وبُرّزت الجحيم لمن يَرى ¤فأمّا من طَغى ¤وآثر الحياة الدنيا ¤فان الجحيم هي المأوى ¤وأما من خاف مقام ربه ونَهى النفس عن الهَوى ¤فان الجنة هي المأوى ﴾ النازعات 34_ 41 * * * نسأل الله الهداية والثبات وحسن الخاتمة قبل الممات
سبحان ربك رب العزة عما يصفون ، وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|